سورة البقرة، هي السورة الثانية ضمن الجزء (1 - 2 - 3) من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من قصة بقرة بني إسرائيل التي جاء ذكرها من الآية (67) إلى (73)
تتحدَّث عن التوحيد ومعرفة الخالق، وعن المعاد والبعث مقرونة بأمثلة كقصة إبراهيم عليه السلام وقصة إحياء الطيور، وقصة عزيرعليه السلام، وعن ذكر اليهود والمنافقين، وعن تاريخ الأنبياءعليهم السلام، وخاصة موسىعليه السلام. كما ترتبط السورة في إعجاز القرآن وأهميته، وفيها بيان أحكام إسلامية مختلفة، مثل: الصلاة، والصوم، والجهاد، والحج، والقبلة، والزواج والطلاق، والتجارة والدين، والربا، والإنفاق، والقصاص، وتحريم بعض الأطعمة والأشربة، والقِمار، وذكر نبذة من أحكام الوصية وأمثالها
من آياتها المشهورة
آية الكرسي-
آية السحر-
آية ابتلاء إبراهيم عليه السلام-
آية الاسترجاع-
آية الشراء-
آية القبلة-
آية الإيلاء-
آية الربا-
آية التداين-
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: إنّ لكل شيءٍ سناماً، وسنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته نهاراً لم يدخل بيته شيطان ثلاثة أيام، ومن قرأها في بيته ليلاً لم يدخله شيطان ثلاث ليالٍ
سُميت هذه السورة بـــ (البقرة)، على قصة بقرة بني إسرائيل التي جاء ذكرها في الآية (67 إلى 73)،[١] وتُعتبر من السور الطوال، سميت طوالاً لطولها على سائر السور، وهي: سورة البقرة وآل عمران والنساء والأعراف والمائدة والأنعام ويونس،[٢] وقيل: سابعها سورة براءة.
[١] مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 1، ص 46
[٢] معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313
محتوى سورة البقرة
هذه السورة أطول سور القرآن، ومن المؤكد أنها لم تنزل مرة واحدة. بل في مناسبات عديدة، حسب متطلبات المجتمع الإسلامي في المدينة. وتتميز بشمولها لمبادئ العقيدة ولكثير من الأحكام العملية (العبادية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية). ففي هذه السورة
الأول/ موضوعات حول التوحيد ومعرفة الخالق، عن طريق استنطاق أسرار الكون
الثاني/ جولات في عالم المعاد والبعث والنشور مقرونة بأمثلة حسية، مثل قصة إبراهيم (عليه السلام) وإحياء الطير، وقصة عزير (عليه السلام)
الثالث/ آيات ترتبط بإعجاز القرآن وأهمية كتاب الله العزيز
الرابع/ سرد مطول حول وضع اليهود والمنافقين ومواقفهم المعادية للقرآن والإسلام وشدة ضررهم في هذا المجال
الخامس/ استعراض لتاريخ الأنبياء، وخاصة إبراهيم وموسى (عليهما السلام)
السادس/ بيان لأحكام إسلامية مختلفة مثل: الصلاة، والصوم، والجهاد، والحج، والقبلة، والزواج والطلاق، والتجارة والدين، والربا، والإنفاق، والقصاص، وتحريم بعض الأطعمة والأشربة، والقمار، وذكر نبذة من أحكام الوصية وأمثالها
سورة البقرة، من السور المدنية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (87)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (1 و 2 و 3) بالتسلسل (2) من سور القرآن. آياتها (286)، تتألّف من (6156) كلمة في (26256) حرف.
آية الكرسي
قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾،[سورة البقرة: 255 ] تشتمل الآية على الكثير من المفاهيم والمعارف الدينية العميقة، وقد أكدت الروايات على فضل قراءتها والآثار المترتبة على ذلك، وقد ورد في الحديث عندما سُئلصلی الله عليه وآله وسلم عن أفضل آية في القرآن، قال: «الله لا إله إلا هو الحي القيوم».[تفسير الأمثل، ج 2، ص 150]
وتسمية هذه الآية بآية الكرسي مما قد اشتهر في صدر الإسلام حتى في زمان حياة النبيصلی الله عليه وآله وسلم وفي لسانه كما تفيده الروايات المنقولة عنه صلی الله عليه وآله وسلم وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام.[تفسير الميزان، ج 2، ص 341]
آية السحر
قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾،[سورة البقرة: 102]
قال المفسرون: إنه شاع السحر في أرض بابل وأدى إلى إحراج الناس وإزعاجهم، فبعث الله ملكين بصورة بشر وأمرهما أن يعلما الناس طريقة إحباط مفعول السحر، ليتخلّصوا من شر السحرة، لكن هؤلاء السحرة اساؤوا الاستفادة من تعليمات هاروت وماروت وزعموا أن قدرة سليمان عليه السلام لم تكن من النبوة، بل هي من السحر والسحرة، فجاءت هذه الآية رداً على مزاعم اليهود ونفت هذه التهمة عن النبي سليمان عليه السلام.[ تفسير الأمثل، ج 1، ص 208 - 210]
آية ابتلاء إبراهيم (ع)
قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ...﴾،[سورة البقرة: 124] الآية تُشير إلى قصة إعطاءه الإمامة، والقصة إنما وقعت في أواخر عهد إبراهيم عليه السلام بعد كبره، وتولد إسماعيل وإسحاق له، وهذه الإمامة كانت بعد أن ابتلاه الله تعالى به من الامتحانات،[تفسير الميزان، ج 1، ص 262 - 264] وأُستدل بهذه الآية أنّ الإمام لا يكون إلا معصوماً عن القبائح، لأنّ الله سبحانه نفى أن ينال عهده، (أي: الإمامة) ظلم ومن كان غير معصوم.[مجمع البيان، ج 1، ص 512]
آية الاسترجاع
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾،[سورة البقرة: 156] تدل هذه الآية على الإقرار التام بالعبودية المطلقة للّه، كما فيها إقرار بالبعث والنشور، ومن الواضح أنّ المقصود من قول هذه العبارة ليس ترديدها باللسان فقط، بل استشعار هذه الحقيقة، والالتفات إلى ما تنطوي عليه من توحيد وإيمان.[الأمثل، ج 1، ص 285]
آية الشراء
قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾،[سورة البقرة: 207] نزلت هذه الآية في علي ابن أبي طالب عليه السلام حين خرج النبي صلی الله عليه وآله وسلم إلى الغار ونام عليه السلام على فراشه، وكان نزولها بين مكة والمدينة، وقيل: إنها نزلت في أبي ذر الغفاري وصهيب ابن سنان، عندما خرجوا مهاجرين مع النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وقيل: إنها نزلت في المهاجرين قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾،[سورة البقرة: 207] نزلت هذه الآية في علي ابن أبي طالب عليه السلام حين خرج النبي صلی الله عليه وآله وسلم إلى الغار ونام عليه السلام على فراشه، وكان نزولها بين مكة والمدينة، وقيل: إنها نزلت في أبي ذر الغفاري وصهيب ابن سنان، عندما خرجوا مهاجرين مع النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وقيل: إنها نزلت في المهاجرين والأنصار.جرين والأنصار.[مجمع البيان، ج 2، ص 86]
آية القبلة
قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ...﴾،[سورة البقرة: 144] جاء في كتب التفسير: كان اليهود يتفاخرون ويُعيّرون المسلمين في تبعية قبلتهم، فحزن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم بذلك، فخرج في سواد الليل يقلّب وجهه في آفاق السماء ينتظر الوحي من الله سبحانه، فنزلت الآية ولم يكن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ولا المسلمين عارفين باستقبال قبلتهم، وهي الكعبة، وأن تعميم هذا الحكم له صلی الله عليه وآله وسلم ولغيره من المؤمنين في جميع الأوقات والأمكنة.[تفسير الميزان، ج 1، ص 320 - 321]
آية الإيلاء
قوله تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ...﴾،[سورة البقرة: 226] الإيلاء في الشريعة أنّ يحلف الزوج بالله على ترك وطء زوجته، واشترط فقهاء الإمامية بانعقاده أن تكون الزوجة مدخولاً بها، وإلا لم يقع الإيلاء، وأن يحلف الزوج على ترك الوطء مدة حياة الزوجة، أو مدة تزيد عن أربعة أشهر، وقالوا: إذا وطأ الزوج في الأربعة أشهر يُكفّر ويزول المانع، كأن لم يكن شيء، وإن مضى أكثر من أربعة أشهر، فإن صبرت ورضيت فلها ذلك، وإن لم تصبر رفعت أمرها إلى الحاكم الشرعي، وبعد مضي الأشهر الأربعة يجبره على الرجوع او الطلاق.[تفسير الكاشف، ج 1، ص 339]
آية الربا
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ...﴾،[سورة البقرة: 278] أجمع المفسرون على حرمة الربا ولم تشذ فتوى في هذا الموضوع، لكن قد يختلفون في بعض الجزئيات تبعاً لاختلاف بعض النصوص، فجعلت السنة الشريفة على آكلها النار. والربا: هو أخذ الزيادة في معاملةٍ أو قرضٍ ويُعبّر عن الأول بربا المعاملة، وعن الثاني بربا القرض.[الموسوي، الواضح في التفسير، ج 2، ص 351- 353]
آية التداين
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ...﴾،[سورة البقرة: 282] أنّ الأحكام الدقيقة المذكورة في هذه الآية لتنظيم الأسناد والمعاملات وذكر الجزئيات أيضاً في جميع المراحل في أطول آية من القرآن الكريم، يُبيّن أهتمام القرآن في الأمور الاقتصادية بين المسلمين وتنظيمها.[مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 2، ص 219]
أهم المعاني لمفردات السورة:
(كَصَيِّبٍ): جمعه صايب: وهو المطر الغزير.
(حِطَّةٌ): حط الأحمال إذا وضعها.
(قِثَّائِهَا): القثّاء: نوع من الخيار.
(صِبْغَةَ اللَّهِ): الصبغة ما يُلوّن به الثياب، والمراد به هنا: دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها.
(أَلْفَيْنَا): وجدنا.
(الرَّفَثُ): كناية عن الجُماع.
(تَخْتَانُونَ): من الخيانة، وهي ضد الأمانة.
(لأعْنَتَكُمْ): من العنت: والمعانتة كالمعاندة، لكنها أبلغ لأنها معاندة فيها خوف وهلاك.
قوله تعالى: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، [سورة البقرة: 23] هذه الآية ومجموعة من الأيات الأخرى تدلّ جميعها على أنّ القرآن آية معجزة خارقة، كما أنها تتحدى على إتيان سورة نظيرة، فجميع التحديات الواقعة في القرآن تُعتبر نحو استدلال على كون القرآن معجزة من عند الله.[ تفسير الميزان، ج 1، ص 61]
سؤال الملائكة عن خلق الإنسان
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾، [سورة البقرة: 30] قال المفسرون: إنّ الله أخبر الملائكة بأنه سيكون من ذرية الخليفة من يعصي ويسفك الدماء؛ ليزيدهم يقيناً على وجه علمه بالغيب، وأنّ الملائكة إنما قالت ذلك على سبيل الاستفهام، وعلى وجه الاستخبار والاستعلام عن وجه المصلحة والحكمة لا على وجه الإنكار ولا على سبيل الإخبار، فكأنهم قالوا: يا الله إن كان هذا كما ظننا فعرّفنا ما هو وجه الحكمة فيه.[مجمع البيان، ج 1، ص 177 - 178]
معنى الأسماء
قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، [سورة البقرة: 31] لما صار آدم حياً ودبّت فيه الحركة علّمه الله الأسماء كلها، واختُلِف في معنى الأسماء التي تعلمها آدم، فقال البعض: عُلّم اسم كل شيءٍ.[ تاريخ الطبري، ج 1، ص 96-101]
وقيل: الأسماء هي أنبياء الله وأسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم السلام والطيبين من آله، وأسماء رجال من شيعتهم وأسماء أعدائهم،[البرهان، ج 1، ص 131] فعرض الله تعالى جميع الأشياء التي علّمها لآدم على الملائكة، فقال لهم: ﴿أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾،[ سورة البقرة: 31] فقالت الملائكة: ﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾،[سورة البقرة: 32] فأمر الله آدم أن يخبرهم بأسماء هذه الأشياء التي عجزوا عن معرفتها، فصار آدم يذكر اسم كل شيء يُعرض عليه.[تاريخ الطبري، ج 1، ص 96-101]
قصة بقرة بني إسرائيل
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً...﴾، [سورة البقرة: 67 - 74] إنّ هذه الآيات الكريمة يتوقف فهمها على معرفة الحاجة التي نزلت الآيات من أجلها، وخلاصتها: إنّ شيخاً غنياً من بني إسرائيل قتلوه بنو عمه طمعاً في ميراثه، ثم ادعى القتلة على أُناس أبرياء بأنهم قتلوه، وطالبوهم بديته، فوقع الخلاف بينهم والشجار، فترافعوا إلى نبي الله موسىعليه السلام وحيث لا دليل يكشف عن الواقع، فسألوه أن يدعو الله ليُبيّن لهم ما خُفي من أمر القاتل، فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة، ويضربوا القتيل ببعضها، فيحيى، ويُخبر عن قاتله، وبعد الأخذ والرد والسؤال عن أوصاف البقرة، فعلوا، فعاد القتيل إلى الحياة وأخبر بما كان. [تفسير الكاشف، ج 1، ص 125 - 126]
لا إكراه في الدين
قوله تعالى: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ...﴾، [سورة البقرة: 56] جاء في معنى ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ أربعة أقوال
الأول: إنها في أهل الكتاب خاصة الذين يؤخذ منهم الجزية
الثاني: إنها منسوخة بالآيات التي أمر فيها بالحرب
الثالث: إنها نزلت في بعض أبناء الأنصار، وكانوا يهوداً فأريد إكراههم على الإسلام
الرابع: أي: لا تقولوا لمن دخل فيه بعد حربٍ أنه دخل مُكرهاً؛ لأنه إذا رضيَ بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمُكره. [تفسير التبيان، ج 3، ص 444]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «إنّ لكل شيءٍ سناماً، وسنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته نهاراً لم يدخل بيته شيطان ثلاثة أيام، ومن قرأها في بيته ليلاً لم يدخله شيطان ثلاث ليالٍ».[الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 67]
عن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة البقرة، وآل عمران جاء يوم القيامة تظلانه على رأسه مثل الغيابتين (الغيابة من كل شيء: ما سترك منه)». [الحويزي، نور الثقلين، ج 1، ص 43]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
عن الإمام السجادعليه السلام قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ أربع آيات من أول البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها، لم يرَ في نفسه وماله شيئاً يكرهه، ولا يقربه الشيطان، ولا ينسى القرآن». [مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 1، ص 47]